رجوي يمشي على قدمين: نزواته الشخصية وعشقه للقيادة
اسرة سحر: ارحب بالسيدة سلطاني واتمنى ان تكون اقامتها في بغداد مصحوبة بالموفقية.
السيدة بتول سلطاني: اشكر لطفك واتمنى ان تكون موضوعات حوارنا مفيدة يستفاد منها كتجارب للمستقبل.
اسرة سحر: تطرقنا في اللقاء السابق الى آلية وكيفية رفع الحواجز والموانع الاخلاقية والشرعية بين النساء في مجلس القيادة وبين رجوي ، انا اعتقد ان هذا الاجراء ومن الناحية العملية لم يتمكن من حل الموضوع لاسباب كثيرة منها نفس تناقض العلاقة ، الحكم على صواب ذلك ام لا يقع على عاتقك، هنا اريد السؤال هل ان النساء قد اخذنّ حريتهنّ في التعامل بشأن طرح الموضوعات بصورة حقيقية بعد تنفيذ هذا الاجراء ورفع تلك الحواجز؟
السيدة بتول سلطاني: نعم لقد اخذنّ كامل حريتهنّ وقد وضحت اسباب وضعهن الطبيعي في اللقاء السابق ، في الحقيقة ان هذه الصراحة والسهولة في التعاطي هو حاصل تلك المقدمات وشكل تنظيم العلاقة قبل اجراء عقد الزواج فمثلا كان يطرح موضوع المرأة التقليدية اسخفافا بها.
اسرة سحر: قبل اللجوء لهذا الحل اي اجراء عقد الزواج الم يكن مسعود ملتزما بحدود وقيود ، هل حدث وإن شعرت انه يشعر بالحياء او يقتطع الامور الاخلاقية من الموضوع عند طرحه؟
السيدة بتول سلطاني: لقد كان يطرح كل شيء يراه لازما حتى وقبل اجراء طرح عقد الزواج فقد كان يطرح سؤاله ويتكلم دون خجل حتى عند مناقشته للتقارير المتعلقة بالعلاقات غير الاخلاقية وعلى مختلف المستويات فكان يطرح اسئلته ويريد معرفة فيما إن كنا على علم مسبق بموضوع تلك العلاقة ام لا، ويطلب وجهة نظرنا كذلك حول مثل هذه الموضوعات غير المتعارف عليها والمخجلة.
اسرة سحر: اريد الاشارة الى موضوع يصعب التكتم عليه وفي نفس الوقت فان البوح به تترتب عليه تبعات وهي ظاهرة الحياء التي لها مكانتها عندنا الشرقيين بشكل عام والايرانيين مخصوصا وبين النساء بشكل اخص ، ان لهذه الكلمة معنى عميق في ثقافتنا أأكد الالتفات الى ثقل وجغرافية هذا المصطلح في ظروف مختلفة. لا اريد الدخول في ما يحمل هذا المصطلح في ذاته من قيم دينية واجتماعية واخلاقية و…الخ ، لكنه موجود وخصوصا عند نسائنا ويظهر على الرجال ايضا باشكاله واصدائه في مواقف مختلفة. الجزء الاول من السؤال هو: هل شعرت بوجود مثل هذا الحجاب والحياء في وجود رجوي؟ اي هل ان رجوي لم يطرح شيئا بسبب حاجز الحياء؟
السيدة بتول سلطاني: اعتقد اني قد وضحت ذلك في لقاءاتنا السابقة، وهنا اعود واقول: لم تكن لدى رجوي محاذير حياء في اي وقت فيما بينه وبين جميع التشكيلات وضمن اي مستوى من العلاقات ولاي سبب ، فقد كان يتعامل بكل راحة وهدوء.
اسرة سحر: الان اريد معرفة فيما اذا قد اوجد هذا المانع النوعي من رادع لدى النساء او ما مدى تأثيره او هل حصل لديك اعتقاد بانه(اي هذا الاجراء) قد اوقع اثره في نساء مجلس القيادة وما مدى تأثرك انت بهذه المحدوديات والقيود؟
السيدة بتول سلطاني: ان اردت الرد بنفس طريقة تفكيرك بالموضوع فسيكون الجواب منفيا اي وحسب قولك حاجب الحياء لم يكن له ذلك الدور في الردع والنهي عن طرح الموضوعات لكن ليس بهذا المعنى اي ليس له اي لحن مخالف ، لقد كانت هناك من تترك الاجتماع عند طرح مثل هذه الموضوعات ومنذ البداية وكان رد فعل رجوي اتجاههنّ بشكل تحقير واهانة ويقول بان هؤلاء قرويون او انهم معميننا ( رجال الدين ). وكانت مريم تتهمهنّ بالسطحيات لكن بالرغم من كل هذا التصرف كانت هناك من تنهض وتقول ما هذه البحوث التي تطرحوها ، هل ان موضوعنا هذه الاشياء وبذلك نرى ان ردود الافعال التي قصدتها تحدث دون قصد في باديء الامر الا انها وبشكل تدريجي وتحت تأثير تلك المناورة التي عرضتها عليك تأخذ مكانها بكل سهولة وتمكنوا من رفع حاجب الحياء.
في الحقيقة ان مثل هذه الاجتماعات التوجيهية كانت تأخذ وقتا طويلا ( مائة ساعة ) من اجل الوصول النتائج المطلوبة ولم تكن بالشكل الحالي اي هذه البرهة التي اعرضها عليك ، وكانت هناك على مدى الاجتماع من تبدي اعتراضها وتخرج من الاجتماع لتفكر بالموضوع ثم تعود مرة اخرى وتقول لقد اخطأت وتبدأ لبيان ردود افعالها اتجاه الموضوع المطروح ، يبدأون بالموضوع من هنا ما هي مشكلتكم؟ ولان الافراد يختلفون في عقائدهم وفي افكارهم ، يبدأ رجوي بتوضيح وتبرير هذه الانعكاسات فيقول هذه ذرات القيم الجاهلية الموجودة لدى الرجعيون والمعممون والنافذة فيهم. الخلاصة تربط هذه المقاومات والاعتراضات بكل شيء وفي النهاية يخرجون بنتيجة ان تلك المرأة لديها مشكلة في طلاقها ويجب النظر في طلاقها كيف كان ، ان استدلال رجوي هو ان كل من ليس لديها الاستعداد بقبول هذا الامر فان طلاقها لم يكن حقيقيا وما عليها الا ان تعيد عملية ثوريتها من جديد. لقد كانت تأخذ هذه الموضوعات الوقت الكثير ( مائة او مائتين ) ساعة حتى وقد يصل الامر ان نسلم مسؤولياتنا ونفرغ انفسنا لهذه الاجتماعات.
اسرة سحر: الان نريد معرفة ماهو تاويلك وتفسيرك لنهج واسلوب رجوي هذا؟ هل يمكننا النظر الى هذه الاساليب والمناهج بحسن نية ونقول لعل لديه اهداف نبيلة مما يجعله يؤكد على هذه الاساليب ضمن ضرورات يراها لتحقيق تلك الاهداف ، ام هو يسعى لتحقيق اهداف شخصية محضة؟ وحسب قناعتك ماهي الموضوعات الاخرى التي تتحكم بشخصية رجوي الحقيقية؟
السيدة بتول سلطاني: انا اعتقد ان رجوي انسانا يسير دائما على قدمين وهميتين متمثلتين بنزواته ولذاته والاخرى شهوته وعشقه لمنصب القيادة التي تسوقه نحو رغبات اخرى كحب التسلط والمناصب العليا. فهو يعمل وفقا لهذين الوجهين وفي هذا المجال هو ذكي وذا حواس جيدة ، فمثلا هو يعلم ان ما يعود عليه من عمل المرأة افضل بكثير من عمل الرجل وبخصوص نزواته فقد ذكرتها في لقاء سابق وذكرت مثالا بان الرجل الذي لا يطيق وجود رجل اخر الى جانبه في اجتماع تحضره النساء فهو ذو مشكلة في داخله.انا اقول اننا حتى لو تركنا نزواته جانبا فان شامته تلك ورغباته التي اشرت اليها تقول له ان محصلة عمل المراة افضل بكثير من عمل الرجل ، فعندما يريد ان يصدر امرا لرجل بهدم هذه البناية فيتبادر الى ذهنه هذا السؤال: لماذا يجب عليٌ ان اقوم بهذا العمل ( اي يجب ان يعد جوابا مسبقا ) ثم يصدر امره لكن عندما يأمر المرأة بعمل ما فهو لن يواجه اي سؤال بل تذهب المرأة مباشرة لتنفذ الامر. رجوي يريد تنفيذ اوامره بدون اي سؤال ولا يريد سماع كلمة “لا” مقابل طلباته. وبطبيعة الحال عندما لا يكون هناك اي شيء في ذهن نساء مجلس القيادة ويضعنٌ امرهنّ تحت رهن رجوي عندها يعملن بكل وجودهنّ وفي جميع الجوانب (جنسية ، تشكيلاتية ، عملية واي شيء آخر يخطر في ذهنك) لكن العكس فان رجوي لايرى هذه الصفة عند الرجال في تشكيلاته. مايقدم رجوي للنساء من مبررات ليست مهمة بل المهم هو قد فكر جيدا وعثر على من يحقق اهدافه، لقد شهدت ذلك بام عيني حيث نتائج عمل صديقة حسيني التي كانت تفوق عمل عباس داوري بل لا يمكن المقارنة بينهما بالرغم من نقاط ضعفها(صديقة حسيني) وبالنتيجة يفهم رجوي بوجود هذا الفارق لذا يعمل على استثمار ذلك.
اسرة سحر: يعني تقصدين ان استراتيجة رجوي تعد على اساس قابلية النساء والعامل المهم لديه هو ليونة واستجابة النساء مقابل التصعّب عند الرجال؟
السيدة بتول سلطاني: انا اعتقد ان جميع هذه الاساليب لها وجهة ومحور واحد وهو دور صناعة ألات من اجل الوصول الى اهداف رجوي.