الانتحار؛ الحل المفضل على غيره للمشاكل الامنية في المنظمة
اسرة سحر: السيدة سلطاني ماالمقصود من المعلومات السرية؟
السيدة بتول سلطاني: يقصد بها نوع ومقدار المعلومات التي يمتلكها العنصر التشكيلاتي التي ترتبط بوجوده وواجباته وعلاقته بالاخرين ، او بشكل ادق مثلا هناك بعض الافراد وحسب مكانتهم التنظيمية هم على علم باماكن تواجد القائد او الاماكن التي يتردد عليها وهي تختلف من عنصر الى اخر حسب مكانته ومسؤوليته في التشكيل والتي تتركز على معلومات لمكان ما او عن عناصر يشكلون حلقات ارتباط مع الاخرين.
فمثلا العناصر الذين يدخلون ايران لتنفيذ عمل مسلح يمتلكون مجموعة معلومات او حتى العناصر خارج معسكر أشرف ممن هم في اوربا لديهم معلومات عن مواقع داخل معسكر باريس ، معسكر أشرف ،من هم المسؤولين وماهي مسؤولياتهم ، العمليات المنفذة ومن الذي اشترك فيها ، مقدار الخسائر ، او ماهي العمليات المقرر تنفيذها قريبا لذا فان المنظمة تؤكد على استخدام اقراص السيانيد حال الشعور بالخطر واحتمال الاعتقال.
بعد حادثة 11 ايلول شددت قوى الامن ضد الارهاب من نشاطاتها واخذت بتفتيش وتدقيق كل تردد (ذهاب واياب) وهذا ماجعل عناصر المنظمة ان يكونوا معرض الاعتقال والاستجواب بشكل اوسع ولهذا اخذت المنظمة بالتأكيد على عناصرها بالانتحار عند مواجهتهم للشرطة الدولية (الانتربول) وبمجرد شعورهم بالخطر ، لقد خصت هذه التعليمات اعضاء مجلس القيادة وذلك لاهمية مكانتهم ومالديهم من معلومات ونصت بوجوب الانتحار على كل من يشعر الخطر اثناء تنقله بين العراق واوربا او اثناء تنقلهم داخل فرنسا واوربا ممن يسكن منهم في (اوفير سوراواز) باريس اي يمكن القول ان المنظمة قد اتخذت اجراءات مشددة وخططت لكثير من طرق حمايتها لهذا المدار في العراق واوربا.
ترتكز جميع انظمة الحماية هذه على اساس الانتحار الذي خطط له ليكون اول انتخاب ، يستحق هذا النهج دراسته ومناقشته لاسباب كثيرة لهذا السبب ايضا نحن نرى انه في احداث 17حزيران كان اول رد فعل للمنظمة بهذا الخصوص هو الانتحار ، يجب ان أأكد مرة اخرى ان حياة المقاتل (المناضل) لم تعد لها قيمة في هذه التشكيلات وتفكيرها.
اسرة سحر: نرجوا تقديم توضيحا حول واجبات اعضاء مجلس القيادة بهذا الخصوص.
السيدة بتول سلطاني: اولا ان المعلومات التي بحوزة اعضاء مجلس القيادة هي بدرجة (سري) وهم على اهمية بالغة بسبب قربهم وارتباطهم بالقيادة ورأس التشكيلات وهذا يعني انهم واينما كانوا حال شعورهم الخطر بسبب مالديهم من المعلومات يجب ان يكونوا في استتار كامل وفي نفس الوقت يجب ان يشددوا من مراقبتهم الامنية لانفسهم وهذا ليس بسبب اهمية حياتهم لا بل بسبب مكانتهم في التنظيم ومالديهم من معلومات ولذا فعليهم الانتحار بمجرد شعورهم بالخطر.
ثانيا ان هؤلاء الافراد تلازمهم الحماية بصورة دائمية وهم يخضعون للمراقبة وبذلك فان العنصر إن امتنع عن الانتحار عند اقتضاء الضرورة او لم تسنح له الفرصة لذلك او تمرد على الاوامر لاي سبب او اراد الالتفاف على التشكيلات وقصد الهروب عندها يتدخل الحماية او المراقب للقضاء على العنصر ، ثم انه يتوجب على عضو مجلس القيادة ان تكون لديها وبصورة دائمية خطة للقضاء على نفسها ان كانت بواسطة السيانيد فيجب ان يكون قرص السيانيد معها دائما او ان كانت بواسطة الاسلحة فيجب ان تحمل المسدس معها دائما المهم ان تكون دائما على استعداد.
ثم عليهم ان تكون لديهم خطة اخرى لاتلاف الوثائق التي يحملوها معهم اثناء تنقلاتهم بالنسبة لهؤلاء الافراد يجب عليهم تلف الوثائق اولا ثم الانتحار وكيفية ذلك تتعلق بالظروف والامكانات وماهي الطريقة الافضل والاسرع التي تحقق ذلك وهي في نفس الوقت لاتؤدي الى خسائر جانبية فمثلا في مرحلة لم تمتلك المنظمة المسدسات كان على الافراد الانتحار باقراص السيانيد وفي مرحلة اخرى كان من الصعب عليهم توفير اقراص السيانيد لذا توجب عليهم الانتحار بواسطة الاسلحة ، وفي فترة توجب عليّ حمل المسدس عند خروجي من معسكر أشرف ذاهبة الى بغداد ، لقد تدربنا وصدرت الاوامر بالانتحار بمجرد شعورنا الخطر ، والخطر بمعنى تعرضنا لهجوم او شعورنا او احتملنا لذلك او شاهدنا علائم تدل على اعتقالنا او حتى عندما ارسلت الى انكلترا لفترة قصيرة رغم اني لم اكن حينها عضوا في مجلس القيادة الا ان المعلومات التي كانت لديّ هي من النوع السري والتي تخص اماكن اقامة القائد ، او الاماكن التي يتردد عليها او ما لديّ من معلومات بخصوص المقرات وكيفية حمايتها والتي قد لا يتردد عليها رجوي كل سنة مرة.
كانوا يتحسون كثيرا من هذه المعلومات لذلك صنفوها بدرجة السري ولذلك فرض علينا الانتحار او مثلا امتلاكنا لمعلومات عن اماكن موازية لهذه المراكز في كمها وكيفيتها في مقر باريس او الاراضي الفرنسية او في مختلف البلدان الغربية بنفس السياق فهي على اهمية امنية بالغة وتخضع للحماية من قبلهم حيث قد تبلغ اهمية بعض هذه الاماكن اهمية أشرف وباريس. وقد تفقد بعض المعلومات اهميتها من خلال مرور الوقت عليها ولم يعد الاطلاع عليها له اي تأثير مثلا الانتقال من المكان الى اخر فمن الطبيعي لم يعد للمكان السابق اية اهمية الا انه لافرق لذلك بالنسبة للتشكيلات بل تبقى اهميته بتلك الدرجة من السرية ، الشئ المهم قبل العمل بهذه الضوابط هو الاطمئنان من امكانات وادوات الانتحار هذا الموضوع له بالغ الاهمية في التشكيلات حيث ان قرص السيانيد لم يؤدي مفعوله لمرة او اكثر لذا تقرر ان يحمل الافراد المسدسات اضافة الى قرص السيانيد او ان يحملوا قرص سيانيد اخر معهم اي انهم كانوا يتشددون كثيرا على طرق حمايتنا من اجل حماية المعلومات ، كل ذلك كان يحدث في جو كما لو أنَّهم كَانوا يعيشون في كوكب آخر اي انه كان غريبا على هذا الفضاء الا انهم تمكنوا من تثبت وتنفيذ هذا النظام الغير طبيعي والمعقد لذلك فان ضمان تنفيذ هذا المنهج والعمل به لم يعتمد الوسائل العقلانية والمنطقية بل ان ضمانه هو تقبلهم وبصورة دائمية للموت والانتحار.
اسرة سحر: لقد ذكرت ان اقراص السيانيد لم تؤدي مفعولها وسببت المشاكل ، هل من الممكن توضح ذلك؟
السيدة بتول سلطاني: حسب ما أتذكر باني قد قرأت تقرير يتعلق بـ (ارش صامتي بور ) حيث ارسل الى ايران لتنفيذ عملية وحين القاء القبض عليه كسر قرص السيانيد الا انه لم يؤدي مفعوله بتلك الصورة المطلوبة سوى الاغماء عليه ثم عاد الى وعيه بعد فترة فكان لهذا الحادث مردودات بالغة الاهمية بالنسبة للمنظمة ، المثال الاخر هو اعتقال مرجان ملك حيث اعلن باديء الامر عن استشهادها وراح رجوي بتمجيدها ثم تبين انها لم تتمكن من الانتحار وقد القي القبض عليها وراحت تكشف اسرار المنظمة واذا بكل شيء قد تغيير واصبحت الشهيدة عميلة للجمهورية الاسلامية هذه الانتحارات ونوع العمليات الهجومية قد كلفت المنظمة الكثير بسبب فشلها وعدم موفقيتها اي ان هوية الفرد التنظيمية ومكانته في المنظمة قد ارتبط بهذا النوع من الانتحار.
هنا اود الاشارة الى ان المنظمة وبعد تلك الحوادث قد كلفت مجموعة من الافراد واوكلت اليهم مهمة فحص اقراص السيانيد ولوازم الانتحار بصورة مستمر للتأكد من سلامتها وكان هذا الفحص على نوعين احدهما بشكل دوري اي تفحص الاقراص كل ثلاثة اشهر مرة مثلا والفحص الاخر آني اي حين ارسال العنصر الى تنفيذ المهمة اي انه لم يكن بصورة بان يعطى لك قرص السيانيد ويؤكل كل شئ اليك ، جاءت مرحلة جهز اعضاء مجلس القيادة بقرصين عندها لم تكن هناك اية محاذير اي قبل مجيء الامريكان الى المعسكر حيث كانت الاسلحة (المسدسات) متوفرة بالاضافة الى اقراص السيانيد لكنه وبمجيء الامريكان وفرضهم للقيود والمحدوديات لم يعد بامكان الافراد استخدام تلك الامكانات كما كان في السابق لذلك فقد تغيرت الاساليب. في عام 2006م جمعت المنظمة اقراص السيانيد من جميع الافراد باستثناء مجموعة خاصة حينها ابتدعوا نهجا جديدا وهو وضع جميع اعضاء مجلس القيادة تحت سيطرة وحدة اخرى مهمتها الحماية الامنية وتقوم بتزويد الافراد بلوازم الانتحار من السيانيد والبانزين والمواد الاخرى منها الكحول (الايثانول) لاستخدامها عند التعرض للخطر.