إن انعقاد المحاكم لإدانة جريمة زمرة مجاهدي خلق يشبه أجزاء من التاريخ وحرب النهروان لأن التاريخ يعيد نفسه باستمرار.
وفي معركة النهروان ترك بعض أصحاب علي (ع) الدين، واضطر حضرة علي إلى التعامل مع الخوارج بعد مرات عديدة من الهداية والإرشاد منهم. وكان في البداية يعامل الخوارج بلطف، ويلقي خطباً في هذا الموضوع، بل ويجيب على أسئلتهم واعتراضاتهم في أحد المساجد، وهو ما تناوله الحكم رقم 40 من نهج البلاغة.
عندما كان بعض أعضاء زمرة مجاهدي خلق الإجرامية في السجن، طلب منهم الإمام الخميني التوبة. بعد معركة صفين، حاول الخوارج في جيش حضرة علي (ع) كسر النظام، وكانوا مسلمين متطرفين وقتلوا أحد عملاء أمير المؤمنين (ع). وعلى إثر هذه الحادثة طالب هذا الإمام الجليل بتقديم الظالم لمحاكمته، لكن الخوارج لم يوافقوا على ذلك وتعاندوا.
لقد تعامل معهم أمير المؤمنين (ع) بلطف في البداية، حتى أنه كلف بعض عملائه بالتحقيق في مقتل ، كما أجريت استطلاعات للرأي وتحديد من قام بهذا الاغتيال، لكن الخوارج رفضوا ذلك في النهاية لم استسلموا لأمير المؤمنين (ع)، لكن حضرة علي (ع) طلب منهم التوبة،کما طلب منهم الإمام الخميني التوبة من اعضاء مجاهدی خلق،لكن بعضهم لم يقبلها، واندلعت الحرب وقتل منهم كثيرون. وحركة فرقة مجاهدي خلق هي نفسها حركة الخوارج الذين وقفوا أمام أمير المؤمنين (ع) في معركة النهروان.
مجاهدي خلق هم أشخاص تم إدراجهم في الجماعات الإرهابية في مرحلة معينة. جلسات المحكمة تثبت وتبين طبيعة هؤلاء الإرهابيين، فهم لم يتغيروا كثيراً، وما زالوا على نفس الأفكار والمعتقدات. إن استشهاد نحو سبعة عشر ألف إنسان في تاريخ الوطن جريمة ذات أبعاد وطنية كبيرة. وهذا الحديث منفصل عن تعاون مجاهدي خلق مع صدام في حرب المفروضه.
من حوار مع علی اکبر ذاکری،الکاتب
الترجمه:جمعية النجاة