أشاد رئيس مجلس الشورى الاسلامي بهجوم القوات العراقية امس الثلاثاء على معسكر أشرف، وقال رغم ان هذا الاجراء جاء متأخرا، الا انه يدعو الى التقدير.
وأفاد مراسل وكالة مهر للانباء ان علي لاريجاني أشار في كلمة افتتح بها الاجتماع العلني صباح اليوم الاربعاء، الى الظروف التي رافقت نهاية الحرب المفروضة والخطأ الجسيم الذي ارتكبه نظام صدام وزمرة المجاهدين ، موضحا انه في 29 تموز / يوليو 1988 كانت الجمهورية الاسلامية الايرانية قد وافقت على القرار 598، فيما خطط صدام ومن خلال إيهامات زمرةالمجاهدين ، لإطلاق آخر خطوة للخلاص على ايران، وفي تلك الظروف استخدم نظام صدام كل قواه لشن هجمات عنيفة وواسعة على جنوب وغرب ايران، وفي تلك الظروف ظن عناصر زمرة المجاهدين انهم كان بإمكانهم استغلال فرصة انشغال القوات الايرانية بصد الهجمات، لينفذوا في عمق الاراضي الايرانية وصولا الى قزوين، متصورين ان الظروف الداخلية تشير الى احباط وحيرة، وستساهم في تسريع عملياتهم، التي حظيت في تلك الايام بدعم مكثف جوي ومدفعي من قبل العراق.
وتابع لاريجاني ان عناصر زمرة المجاهدين ، اوصلوا انفسهم بسرعة الى اسلام آباد وهناك صدموا بمقاومة الشعب والتي لم تكن في حسبانهم، لذلك حتى لم يتمكنوا من الوصول الى كرمانشاه، فضلا عن قزوين! مضيفا انه خلال 48 ساعة قامت قوات الحرس والتعبئة والجيش والقوات الجوية بالقضاء على حلم المجاهدين ، وهزمتهم في عمليات صاعقة، مخلفين وراءهم 1200 قتيل واكثر من 2000 جريح، بحيث هلك اغلب كوادر هذه الزمرة الارهابية.
وتساءل لاريجاني: لماذا ارتكب العدو هذا الخطأ في حساباته؟ وأجاب ان القضية برمتها كانت في ان المجاهدين ونظام صدام لم يكن لديهم تصورا صحيحا عن اسس القوة في النظام الاسلامي، وكانت الاجواء الاعلامية مليئة بالدعايات المبالغ فيها، بأن الداخل الايراني يشهد حالة من الاحباط والتي بإمكانها ان توفر النصر لعمليات مباغتة، مؤكدا انهم لم يكن لديهم تصور صحيح عن قوة القيادة ونفوذ حديث الولي الفقيه والاواصر المعنوية بين الشعب والقيادة، وهذا الجهل والنقص المعرفي، تحول الى فخ لسقوطهم.
وأبدى رئيس مجلس الشورى الاسلامي استغرابه من انه ورغم التجارب السابقة، فإن الغرب وبمجرد رؤيته لبعض التحركات المحدودة في طهران، اكتنفته حالة هوجاء من الفرح وسارع السياسيون الغربيون للتدخل، الا انهم تقهقروا مقابل نفوذ تصريحات سماحة آية الله الخامنئي دامت بركاته، بحيث أخذوا يلومون انفسهم اذا خلوا مع انفسهم.
وأضاف علي لاريجاني انه الان وبعد مضي سنوات من عمالة زمرة المجاهدين لنظام صدام، علمنا ان الحكومة العراقية شنت هجوما على معسكر أشرف، وسمعنا ضجيج وصراخ زعيم زمرة المجاهدين في وسائل الاعلام، ورغم ان هذه الخطوة جاءت متأخرة من قبل الحكومة العراقية، الا انها تدعو الى التقدير، بحيث قرر العراقيون تطهير اراضيهم من هؤلاء الارهابيين، مشددا انه ينبغي لهذه الدروس ان تكون كافية للغرب لكي يدرك قوة علماء الدين والمراجع وقيادة النظام، وان لا يضحي بعد كل هذه السنوات، بكيانه من اجل التوهمات.