التحقيق في وضع الزمرة الإرهابية مجاهدي خلق في ألبانيا

تاريخ وجود زمرة مجاهدي خلق في ألبانيا:

مع سقوط صدام في عام 2003، أصبحت زمرة مجاهدي خلق الإرهابية، التي كانت حتى ذلك الحين في العراق وتحت مظلة دعم صدام، واحدة من الأهداف الأميركية، وتم نزع سلاحها بالكامل من قبل الولايات المتحدة. ولكن الولايات المتحدة لم تقم بحل هذه الزمرة بشكل كامل، لأنها، نظراً للتوترات السياسية بينها وبين إيران، قد تستخدم هذه الزمرة كأداة.

وبما أن هذه المجموعة كانت مدرجة على قائمة الجماعات الإرهابية من قبل الولايات المتحدة و انکلترا والاتحاد الأوروبي، فلم تكن أي دولة تقريبا على استعداد لقبول أعضاء هذه الزمرة. وأدى ذلك إلى رفع اسم هذه الجماعة الإرهابية من قائمة الدول لحل هذه الأزمة، مما مهد الطريق لخروجها من العراق.

بعد رفع اسم المجموعة الإرهابية “مجاهدي خلق” من قائمة المنظمات الإرهابية، بدأت الزمرة تبحث عن مكان آمن لمواصلة أنشطتها. وفي عام 2013، تم التوصل إلى اتفاق بين الأمم المتحدة وحكومة الولايات المتحدة والحكومة الألبانية، تم بموجبه نقل أعضاء الزمرة المذكورة إلى ألبانيا.

تم اختيار ألبانيا كوجهة نهائية لأسباب مختلفة؛ أولا، تقع البلاد جغرافيا في أوروبا، مما يوفر إمكانية الوصول إلى المراكز السياسية والإعلامية الأوروبية لمنظمة مجاهدي خلق الإرهابية. ثانياً، ألبانيا، بسبب علاقاتها الوثيقة واعتمادها الكبير على الولايات المتحدة ، تقدم الالتزامات اللازمة لضمان أمن أعضاء الزمرة؛ ثالثا، تكاليف المعيشة في ألبانيا أقل منها في البلدان الأوروبية الأخرى، مما يسمح لزمرة مجاهدي خلق الإرهابية بمواصلة أنشطتها بتكاليف أقل.

كما تشير تقارير موثوقة إلى أن ألبانيا تلقت مبالغ كبيرة من المساعدات المالية من الولايات المتحدة لقبول أعضاء هذه الزمرة.

الوضع الحالي لجماعة مجاهدي خلق الإرهابية في ألبانيا

تتمركز زمرة مجاهدي خلق الإرهابية في ألبانيا في منطقة تسمى “مانز” بالقرب من عاصمة البلاد تيرانا. وتعرف هذه المنطقة بأنها القاعدة الرئيسية لأنشطة هذه الزمرة في ألبانيا.

يعيش أعضاء المجموعة في معسکر سكني في المنطقة وينظمون أنشطتهم من هناك.

من الناحية القانونية، لا يتم الاعتراف بزمرة مجاهدي خلق الإرهابية كمنظمة غير قانونية في ألبانيا، ولكن أنشطتها تخضع لإشراف الحكومة الألبانية ومؤسسات الأمن في البلاد.

تستخدم زمرة مجاهدي خلق الإرهابية ألبانيا كقاعدة للدعاية والهجمات الإلكترونية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مما أثر على علاقات ألبانيا مع إيران.

وقد أثرت هذه التوترات أيضًا بشكل سلبي شديد على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

وكان لوجود جماعة مجاهدي خلق الإرهابية في ألبانيا آثار اجتماعية أيضًا؛ ومن ناحية أخرى، يشعر بعض المواطنين بالقلق من أن وجود هذه المجموعة قد يسبب توترات عرقية ودينية في المجتمع الألباني.

حاولت زمرة مجاهدي خلق الإرهابية في ألبانيا تقديم نفسها كجزء من المجتمع الألباني من خلال أنشطتها.

لكن بعض الجماعات المحلية ووسائل الإعلام تشكك في الأهداف الحقيقية للزمرة، وتعتقد أن أنشطتها الاجتماعية ما هي إلا غطاء لأهداف سياسية وأمنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى