اثيرت قبل ايام قضية مجاهدي خلق واتخذت طابعا تصعيديا لافتا للانتباه بعد ان عاد رئيس الوزراء الى العراق قادما من واشنطن..لقد قرانا حينها ان اخراج هؤلاء القوم هو مسالة وقت ليس الا..لكن ذلك الصخب والضجيج الاعلامي توقف فجأة وظل الخلقيون في معسكرهم بعيدا عن هيمنة الدولة وسيطرة الاجهزة الامنية.. فهل نجح الاعلام العربي المعادي للمساعي العراقية في انتزاع معسكر أشرف من قبضة خلق الارهاب؟ ام ان ثمة ضغوط خفية قد مورست على الحكومة اجبرتها على التراجع ليبقى الملف مؤجلا حتى اشعار غير معلوم؟
ربما يكون للتصعيد الاعلامي بل للهجمة الاعلامية التي شنتها الشرقية واخواتها من قنوات عربية ومحلية مدعومة عربيا اثره في التشويش على الراي العام العالمي وتصوير خلق بزي حمامة السلام التي يراد ادخالها عنوة في القفص..لكن الحقيقة غير ذلك تماما.. كان على الحكومة ان تطبق الدستور القاضي بان لا تكون الاراضي العراقي مرتعا للمنظرمات الارهابية..هذا اولا..وكان يجب عليها ثانيا ان تتعامل مع ملف المطلوبين جنائيا بحزم.. فهؤلاء المطلوبون متورطون بجرائم قتل وابادة والبعض منهم مطلوب للانتربول…ثم ان مفهوم السيادة الوطنية يتعارض مع وجود هكذا منظمات بتمويل مشبوه واهداف شريرة لا ناقة للعراق بها ولا جمل.. فهل كان تصرف حكومتنا خاطئا وهل استخدمت العنف بلا مبرر الامر الذي اثار سخط الراي العام الدولي؟ حسب الرواية العربية والتي اتبعهتها قنواتنا المحلية البعثية؟
ام ان الخلقيين هم الذين فعلوا ها اثاروا الراي العام بافتعال تلك المواجهات..لاستدرار العطف العالمي والدموع التمساحية؟
ان نظرة سريعة الى تاريخ خلق الاجرامي يكشف عن ان سكان أشرف لا يتورعون عن شيء خدمة لا غراضهم او على الاقل قادة تلك المنظمة والمتورطين باعمال قتالية فيها.. من المعروف ان خلق نفذت عدة جرائم استهدفت المدنيين في ايران الامر الذي حدا بالاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الى اعتبارها منظمة ارهابية..وقامت بشن جرائم فضيعة ضد المدنين في العراق في ديالى وكركوك اثناء الانتفاضة الشعبية عام 1991..وشاركت حينها في عمليات واسعة ضد الاهالي في كربلاء والحلة… فهل تنتهي الامور عند حد المطالبة الخجولة باخراج المنظمة وتحركات حكومية ضعيفة؟
ام ان هناك اجراءات حقيقية يجب ان تتخذ لحسم ملف وجود هذه المنظمة الاجرامية على الاراضي العراقية؟
ماجرى في أشرف لم يكن عملا عسكريا ولا امنيا لقسر هؤلاء الأشرفيين على ترك العراق بقدر ماكان نوعا من فرض الامن وبسط السياده..فلماذا تحرك الارادة العربية بالضد من أي تحرك حكومي يهدف الى بسط الامن والسيادة الوطنية على المنطقة التي تحتلها خلق من العراق. وهل ان تلك الدول التي تتباكى على خلق مستعدة لايوائها على اراضيها؟
فارس محمد