تتحدث المعلومات المؤكدة ان جماعة مجاهدي خلق الإرهابية بعد رفع اسمها من قائمة المنظمات المحظورة و الإرهابية للإتحاد الأوروبي قامت بإعادة و تعزيز تنظيمها المالي و لجانها و جمع المساعدات المالية من المواطنين الأوروبيين من أجل استخدامها لأغراض إرهابية.
تفيد الوثائق و المؤشرات إلي مساعي مجاهدي خلق لجمع المساعدات المالية من هامبورغ و برلين و كلن و آخن و كوبنهاغن و الدنمارك و السويد بغطاء انتهاك حقوق الانسان في ايران و مساعدة المنكوبين في زلزال هايتيي و اغاثة الاطفال العراقيين. يأتي كل هذا بعد التقارير الدولية التي تتهم المنظمة بانتهاك حقوق الانسان و منع الآباء الاحتفاظ بأبنائهم داخل معسكرات المنظمة في العراق.
المحكمة الألمانية العليا اصدرت قرارا في عام 2001 بعد عامين من التحقيق بضرورة اغلاق 25 مكتب للمنظمة و مقرهم في ألمانيا بعد ادانتهم بتهم الإحتيال. نتائج التحقيقات كشفت ان المنظمة صرفت مبالغ المساعدات لشراء العتاد و السلاح.
و في هذا الإطار كتب علي جهاني العضو السابق في منظمة خلق الإرهابية مذكراته حول اساليب احتيال اللجان المالية التابعة لمنظمة خلق و سنقرأ ملخص عن ما قاله :
في عام 1994بعث مسعود رجوي زوجته مريم قجر عضدانلو (رجوي) إلي فرنسا. المفاوضات بين العراق و ايران كانت جارية في هذا العام و لهذا السبب انخفضت عمليات مجاهدي خلق علي الحدود الايرانية العراقية بأوامر من صدام حسين و من هنا جاء مسعود رجوي ليعطي تبريرا لأعضائه عن اسباب انخفاض عدد العمليات و طرح قضية الصاروخ الستراتيجي و كان يقول بعثنا مريم إلي فرنسا و هذا صاروخ ستراتيجي اطلقته المنظمة و لن يعود الصاروخ إلي العراق و من هناك سيحرر هذا الصاروخ (مريم) ايران. لكن شاهدنا كيف عاد هذا الصاروخ الستراتيجي إلي العراق و نزل علي رأس القابعين في معسكر أشرف.
بعد إطلاق صاروخ مريم رجوي اعلن مسعود رجوي عن ضرورة انشاء لجنة مالية داخل مقر أشرف بغرض جمع المال و ارسالها لمريم. و لهذا نقلوني من القاطع التاسع في حصن أشرف إلي هذه اللجنة التي سموها " سين المالي ". في الحقيقة هذه اللجنة تختلف عن القسم المالي للمنظمة التي يديرها شخص مسعود و بإدارة محمد طريقت.
افسانة بيجگاه كانت المسؤولة عن هذه اللجنة الجديدة. البراميل المستعملة و السيارات المعطوبة و الخرطوش و علب الشامبو البلاستيكية و الاسلاك النحاسية و بيعها للتجار العراقيين كان من مهام هذه اللجنة المزيفة. المنظمة من خلال هذه اللجنة و مهامها كانت تظهر للجميع انها بحاجة شديدة إلي المال.
مسؤولتي كانت إمرأة اسمها مرضية ايماني. التجول في المعسكر و جمع البلاستيك و علب الشامبو الفارغة و.. كان من مهامي انا و عدد آخر من اعضاء المنظمة و حتي بعض العمال العراقيين. افسانة كانت تقول ان مريم بحاجة إلي هذا المال من أجل اهداف المنظمة و نشاطاتها و علينا ان نجمع لها المال بهذه الطريقة. كانت تقول ايضا ً ان الاعضاء يأكلون المالفا (نوع من الحشيش ) حتي يقتصدوا و يوفروا المال لمريم.
مئات الاعضاء كانوا يعملون بكل طاقتهم علي مدي الاسبوع و نتيجة عملهم لم يصل إلي مبلغ بدلة واحدة لمريم و آلات تجميلها. كنا نتحمل حر العراق الذي كان يصل إلي 60 درجة مئوية و علي كل جسمنا كان آثار الحرق الشديد و لكن المسؤولين لا يسمحوا لنا بالاستراحة.
كنا نستيقظ في الرابعة و النصف و بعد تناول الفطور نباشر العمل حتي السادسة مساءا ً ثم كنا نشارك في الجلسات التنظيمية حتي 12 ليلا ً و هكذا كانت تستغلنا المنظمة التي تسمي نفسها بالثورية.
يوما من الايام اغمي علي نتيجة الحر الشديد و سقطت علي الأرض حينما انتقدت الوضع اجابتني مسؤولتي نقلا عن نسرين (مهوش سبهري – قيادية بالمنظمة) : لا يهم لو يموت أحدا حين العمل من أجل المنظمة.
بعد فترة عقد مسعود جلسة بحضور عدد من اعضاء هذه اللجنة و الاعضاء القدامي و قال لهم : عليكم ان تذهبوا إلي أوروبا مريم بحاجة إلي كادر أكبر لتحقيق اهداف المنظمة.
حتي ذلك الوقت بعثوا 700 إلي 1000 شخص من اعضاء المنظمة إلي اوروبا للعمل في قطاعات المنظمة خارج العراق و هكذا بعثوني إلي ألمانيا. بعد حصولي علي الاقامة انشغلت في اللجنة المالية للمنظمة في ألمانيا.
من الضروري أن اقول ان المنظمة كانت تتابع هدفين من خلال اللجان المالية في أوروبا :
الأول : مسعود كان يهدف ان يظهر للجميع ان المنظمة مستقلة و لن تستلم أية مساعدة من صدام.
الثاني : انشغال الاعضاء بالعمالة حتي لا يتسني الوقت لأحد بالتفكير و التحليل و دراسة الاوضاع الجارية.
الثالث : استغلال مشاعر الأوروبيين في قضايا حقوق الانسان و الاحتيال عليهم..
مشاهداتي في هذه اللجنة تؤكد ان المنظمة كانت تجمع مبلغا ضخما عن هذا الطريق و سأتحدث عنها في مقالاتي القادمة.