بعد مطاردة طويلة، تمكنت إيران، أمس، من اعتقال زعيم جماعة “جند الله” السنية المتمردة عبدالملك ريغي، الذي تتهمه طهران بتدبير عدد كبير من الهجمات الإرهابية التي سقط فيها قتلى.
كما اتهمت طهران باكستان والولايات المتحدة بدعم ريغي.
وأعلن مسؤولون إيرانيون ان اعتقال ريغي تم عن طريق اعتراض طائرة كان يستقلها في رحلة جوية وإرغامها على الهبوط في إيران، حيث اعتقل ريغي مع ثلاثة من مساعديه.
ولكن تصريحات المسؤولين تضاربت، حيث قال وزير الاستخبارات محمد مصلحي ان ريغي اعتقل بعد اعتراض طائرة كانت تقله من دولة عربية في منطقة الخليج إلى قرغيزستان.
وقال عضو البرلمان الإيراني محمد دهقان ان “ريغي أوقف بينما كان مسافراً على متن رحلة متوجهة من باكستان إلى دولة عربية” لم يذكر بالاسم.
وأضاف دهقان ان “الطائرة تلقت فوق مياه الخليج أمراً بالهبوط (في إيران)، وأوقف ريغي بعد تفتيش الطائرة”.
وقال دهقان ان اعتقال ريغي جاء نتيجة “عملية استخباراتية استمرت خمسة أشهر”، وقامت بها إيران “من دون أي مساعدة من دول أخرى”.
من جهته، قال وزير الاستخبارات مصلحي ان هناك وثائق ومستندات “دامغة بما فيها صور تؤكد وجود الإرهابي عبدالملك ريغي في إحدى القواعد الأمريكية في أفغانستان قبل 24 ساعة من إلقاء القبض عليه”.
وأضاف مصلحي ان ريغي كان مسافراً بجواز سفر أفغاني “منحته له الولايات المتحدة”.
وقال أيضاً ان “ريغي سافر إلى عدة دول أوروبية”، والتقى مسؤولين عسكريين في الحلف الأطلسي في إبريل/نيسان 2008.
من جهته، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، قال إن ريغي كانت لديه علاقات مع واشنطن، وكان يتلقى الدعم من بعض المسؤولين الأمريكيين.
ودعا المتحدث الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في تصرفاتها بشأن توجيه التهمة إلى بعض الإيرانيين الذين يسافرون إلى الخارج.
وقال وزير الدفاع الإيراني مصطفى نجار ان اعتقال ريغي ومرافقيه جاء نتيجة التخطيط المستمر من قبل الأجهزة الأمنية لشهور عدة، وأن العملية “تؤكد القدرة الكبيرة للأجهزة الأمنية الإيرانية”.
وأضاف ان ريغي “الذي شكل منظمة إرهابية بهدف استهداف الأمن والاستقرار داخل إيران كانت له علاقات مع زمرة المجاهدين الإرهابية في داخل العراق وخارجه، وكان يحرض على الفتنة والفرقة بين المسلمين داخل بلوشستان”.
وكان يشير بذلك إلى تنظيم “مجاهدي خلق” المعارض المحظور في إيران.
واتهم تنظيم “جند الله” بأنه “كان مدعوماً من قبل الاستكبار العالمي وجهاز الموساد “الإسرائيلي” وبعض الدول الإقليمية التي (لم يسمها) كانت تزوده بالأسلحة”.
وأشار نجار إلى أن ريغي كان يحضر لعملية تخريبية جديدة.
وكانت السلطات الإيرانية قد حملت جماعة “جند الله” المسلحة مسؤولية عدة اعتداءات وعمليات مسلحة خلال السنوات الأخيرة في محافظة سيستان بلوشستان التي تعيش فيها أغلبية من السنة.
ومن جهتها، تبنت جماعة “جند الله” عدة عمليات مسلحة أوقعت قتلى.
من جهة ثانية، اعتبر مسؤول أمريكي كبير ان اتهامات إيران بشأن علاقة ريغي بالولايات المتحدة “كاذبة تماماً”.
ورداً على سؤال من وكالة “فرانس برس” بشأن الاتهامات الإيرانية، قال المسؤول الأمريكي طالباً عدم كشف هويته “إنها بالتأكيد كاذبة تماماً”.
من جهتها، رحبت وزارة الخارجية البريطانية باعتقال ريغي، وقال المتحدث باسم الوزارة باري مارستون “إن ريغي إرهابي مسؤول عن هجمات إرهابية خسيسة أودت بحياة العديد من الأبرياء الإيرانيين”.
وأضاف مارستون “ان المملكة المتحدة نددت دائماً بهذه الممارسات، وتعتبر اعتقال ريغي من قبل السلطات الإيرانية ضربة قوية ضد الإرهاب وسيحظى بترحيبها ومن دون تحفظ”.