اكد (مدو اجاريا) المدير السياسي ومسؤول حقوق الانسان لمنظمة الامم المتحدة في العراق (يونامي) ان احتجاج ورفض قادة ومسؤولين منظمة خلق الايرانية المتواجدين حاليا ً في معسكر أشرف السماح للعوائل الايرانيين الذين جاءوا من ايران لمقابلة ابنائهم الاسرى داخل المعسكر من قبل المنظمة منذ عقد الثمانينات من القرن الماضي يعد انتهاكا ً وخرقا ً لقوانين حقوق الانسان وتصرفا ً منافيا ً للاخلاق وغير انسانيا ً يرفضه المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان الدولية وكل الاحرار في العالم ، مطالبا ً قادة منظمة خلق الايرانية التعامل مع هذا الموقف بشكل انساني والموافقة على منح العوائل الايرانية الحرية الكاملة في مقابلة ابنائهم خارج اسوار معسكر أشرف.
جاء ذلك خلال اجتماع عقد في مبنى منظمة الامم المتحدة في العراق (يونامي) داخل المنطقة الخضراء بين عدد من العوائل الايرانية التي جاءت من ايران الى العراق لمقابلة ابنائهم الاسرى والمحتجزين في معسكر أشرف من قبل قادة منظمة خلق الايرانية وبين (مدو اجاريا) المديرالسياسي لـ(يونامي) في العراق ومسؤول حقوق الانسان فيها وعدد من مسؤولين منظمة الامم المتحدة العاملين في العراق.
واوضح اجاريا ان معسكر أشرف في محافظة ديالى جزء من الاراضي العراقية ويقع ضمن مسؤولية الحكومة والقوات الامنية العراقية بعد استلامه رسميا ً من القوات الامريكية اثر توقيع الاتفاقية الامنية بين العراق وامريكا عام 2009 ونيل السيادة الكاملة على اراضيه ، وكونه شأن عراقي فلا يمكن لاي طرف خارجي اواقليمي التدخل في الشؤون الداخلية للعراق وخصوصا ً فيما يتعلق بقضية معسكر أشرف واعضاء منظمة خلق الايرانية المتواجدين حاليا ً داخل المعسكر ، مضيفا ً ان رئاسة الوزراء قد قامت بتشكيل لجنة رسمية مسؤولة عن ملف معسكر أشرف ، مهامها التفاوض المباشر مع قادة ومسؤولين منظمة خلق بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة في العراق (يونامي) والصليب الاحمرالدولي ومنظمة حقوق الانسان الدولية من اجل غلق معسكر أشرف الى الابد وانهاء تواجد منظمة مجاهدي خلق الايرانية في العراق.
من جهتها اكدت العوائل الايرانية ونتيجة للموقف اللاأنساني الذي جسد واقع منظمة خلق الحقيقي ، حجم المعاناة والالم الذي يواجهونه وهم معتصمون امام المعسكر في الوقت الحاضر وطوال (75) يوما ً ، ينتظرون مقابلة ابنائهم المحتجزين حين كانوا وما يزالون اسرى الفكر والايدولوجية المظلمة للمنظمة داخل معسكر أشرف منذ (27)عاما ً ، مشيرين الى ان قادة ومسؤولي المنظمة وعلى رأسهم مسعود ومريم رجوي يعتبرون الاسرة والمجتمع بؤرة فساد ، وان ارتباط اعضاء المنظمة بعوائلهم وذويهم سيمنعهم من الارتباط بمنظمة خلق والابتعاد عنها.
واكدت السيدة ثريا عبد اللهي (والدة محتجز) انها جاءت من ايران الى العراق من اجل مقابلة ابنها الاسير في المنظمة منذ (23)عاما ً ، مع مجموعة من الامهات والنسوة الاتي لديهن ابناء واخوة اسرى داخل معسكرأشرف تحتجزهم المنظمة.
وطالبت السيدة عبد اللهي من المسؤولين في يونامي والحكومة العراقية وكل المنظمات الإنسانية التدخل والسماح للعوائل بمقابلة أبنائهم ، وإظهار حقيقة منظمة خلق اللا أنسانية بحق العوائل للرأي العام.
بدوره اكد علي رمضاني (شقيق محتجز) ان اكثر اعضاء منظمة خلق الايرانية المحتجزين في معسكر أشرف من قبل المنظمة كانوا في الحقيقة ،جنود ايرانيين تم أسرهم اثناء الحرب العراقية – الايرانية من قبل الجيش العراقي وقد باعهم صدام حسين الى قائد المنظمة (مسعود رجوي) بهدف مشاركة منظمة مجاهدي خلق وعناصرها للوقوف مع الجيش العراقي في الحرب ضد ايران.
واشار رمضاني الى ان70% من اعضاء منظمة خلق مصابين بامراض مزمنة ونفسية ، وهناك اكثر من (150) حالة مرضية مصابة بالسرطان تم تشخيصها بين اعضاء المنظمة ، ولم تسعى المنظمة وقادتها في معسكر أشرف الى الان لاتخاذ خطوات من شأنها معالجة المصابين بالسرطان.
يذكر ان منظمة خلق الايرانية ومن خلال خلق الاجواء لتحريض الراي العام الدولي ومنظمات حقوق الانسان ضد الحكومة العراقية وعبرعقدها المؤتمرات وتوجيه الخطابات الاعلامية المزيفة ، اكدت ان (سمية محمدي) احد ابرز اعضائها والتي جيء بها الى العراق في تسعينات القرن الماضي بعد اختطافها من كندا وهي لم تبلغ سن الرشد ، قد ادلت امام القوات الامريكية والمنظمات الدولية ووسائل الاعلام بان بقائها في معسكر أشرف كان بناءا على رغبتها ، وفي الحقيقة هذا الامر كان عاريا من الصحة ، حيث انه وخلال (14) سفرة قامت بها اسرة محمدي من كندا الى العراق لم يسمح لهذه الفتاة المختطفة ان تخلو بوالديها ولو لبضع دقائق على انفراد ، ومأساة هذه الاسرة التي لفتت انظار الرأي العام العراقي والعالمي ما هي إلا نموذجا من مأسي الاف العوائل التي غررت المنظمة بابنائهم واوقعت بهم في مصيدة منظمة خلق ، ومن هنا نكتشف حقيقة خوف ووحشة المنظمة من استجابة الحكومة العراقية للمطاليب الانسانية لعوائل الابناء الاسرى في معسكرأشرف.