طالعت في عدد من الصحف خبرا مفاده ان الحكومة الايرانية قررت الموافقة على قيام ثلاث عائلات امريكية بزيارة لابنائها الذين اعتقلوا داخل الاراضي الايرانية بتهمة الدخول غير القانوني..
وقد بوشر التحقيق معهم الان… ان الحوار الذي جرى بين الجانبين الامريكي والايراني قد تمخض عن موافقة الجانب الايراني على السماح لهذه العوائل بزيارة ابنائها الثلاثة (شون باور… ساراشورد… جاش فاتال) لابد لمن يتابع هذا الخبر ان يركز على امور ومتعلقات يرتبط بعضها بالبعض الاخر..من بين اهم ما يجب التعرض اليه هو ان التهم التي توجه الى النظام في ايران عديدة فمنها انه نظام دكتاتوري شمولي كذلك فأنه يسعى بكل ما اوتي من قوة لامتلاك قدرات نووية تقض مضاجع الامريكان ومن يقبع تحت عباءتهم.. ثم ان ايران دولة تدعم الارهاب..ولست هنا بصدد الاطالة والاسهاب في جملة التهم التي توجه الى ايران.. بالاضافة الى اني لست مكلفا بالدفاع عن هذه الدولة.. لكن الحق يجب ان يقال وفي اطار المنطق والموضوعية..حين نتحدث عن الانسان ونتعرض لتقييمه فأننا سنصل الى ان الانسان عبارة عن (موقف) فالموقف هو الذي يميز هذا الانسان عن ذاك وهو الذي يؤسس لقربه او بعده من قلوب الناس.. وهذا الامر وبلا ادنى شك ينسحب على الدول والانظمة.. فالدولة او النظام (موقف) يحسب له تجاه جيرانه ومجاوريه ولادل على هذا هو ان العراق حين كان ولايزال يمر بالعديد من الازمات فأنه سيحدد طبيعة علاقاته في المستقبل على مواقف هؤلاء ان كانوا عربا او مسلمين او (بشرا).. من المعلوم ان منظمة مجاهدي خلق والتي حصلت من المجتمع الدولي على لقب (منظمة ارهابية) هي الان خارج سلطة الحكومة العراقية وان ما يعزز هذا الرأي هو ان الدعوات قد توالت والاصوات قد تعالت مطالبة بمحاسبتها على الانشطة المحمومة والجرائم التي ارتكبتها بحق ابناء شعبنا حين كانت الظهير للنظام المقبور والعصا الغليظة بيده.. الا ان الحكومة العراقية لم تتجاوز (رفع الصوت) مطالبة بمغادرتها الاراضي العراقية على الرغم من ان ما يحقق العدالة هو ان يتم محاسبة مجرمي هذه المنظمة الذين تلطخت ايديهم بدماء ابناء شعبنا قبل مغادرة الاراضي العراقية.. ان ما يحدث داخل اروقة هذه المنظمة هو ان القائمين على شأنها يقومون باضطهاد المنظوين تحت لوائها ممن يستيقظ لديهم الضمير ويحثهم الحنين الى اهلهم وذويهم الى التمرد على قادتها ومحاولة الانعتاق من قيمها واهدافها البائسة التي تقوم على الفاشية المقيتة.. فيتم اعتقالهم وجعلهم اسرى لديها يعانون الويل والثبور..وحين حاولت اسر هؤلاء وبعد ان تواردت الأخبار عما يعانيه ابناؤها تحت طائلة دكتاتورية خلق زيارتهم لاقت الوجه المعتم والسلوك الشائن من (حكومة خلق) التي تتخندق في معسكر أشرف ووضعت تلك العوائل في اسوار من الذل والهوان والحيرة تمخض عنها الفشل في تحقيق الهدف التي جاءت من اجله وهو رؤية الابناء..ومابرحت هذه العوائل معتصمة ومنذ اربعة اشهر امام المعسكر (المشؤوم) في محافظة ديالى مطالبة سفير الولايات المتحدة كريستوفر هل التدخل والضغط على قادة هذه المنظمة ومسؤوليها لانهاء معاناتهم وحل ازمة اللقاء بأبنائهم..ومما يعزز حقيقة ان الحكومة العراقية لا تمتلك القرار في كبح جماح هؤلاء فقد وجهت هذه العوائل رسالة مفتوحة لـ (هيل) تحثه على الاسراع في التدخل وانهاء هذه المعاناة..ان الولايات المتحدة الامريكية والتي تعزز موقف هذه المنظمة والتي طلب مواطنوها زيارة ابنائهم الذين اعتقلوا داخل الاراضي الايرانية بتهمة الدخول دون موافقات قانونية وسمحت لهم ايران بذلك.. مطالبة اليوم باتخاذ موقف انساني نظير للموقف الايراني والزام المنظمة المذكورة برفع الحيف عمن اعتقلتهم داخل اقبيتها وتكحيل عيون عوائلهم بلقائهم…والا فأين هذا من ذاك…؟!!
سامي كاظم فرج