منظمة مجاهدي خلق الايرانية والتي تسمى بالفارسية (سازمان مجاهدي خلق الايرانية) والمعروفة في الاوساط الشعبية الايرانية بـ(منظمة منافقي خلق الايرانية)، هي منظمة إجرامية مسلحة معارضة لنهج الامام الخميني (قدس سره). وقفت مع الرئيس الايراني ابي الحسن بني صدر المناهض لفكر الامام الخميني وبعد ان خسر بني صدر الانتخابات هرب الى خارج ايران فخسرت المنظمة حليفها بني صدر فانتهجت سياسة معارضة عدوانية للنظام الاسلامي في ايران وقامت باغتيال العلماء والمسؤولين الايرانيين وقتل واختطاف شباب حزب الله وتعذيبهم والتمثيل بهم وقد اقترنت هذه العمليات الاجرامية مع الهجوم الذي شنه صدام ضد الجارة ايران واجتياحه الحدود الايرانية. تلقت الدولة الاسلامية الجديدة ضربات قوية وغادرة من هذه المنظمة الارهابية كادت ان تسقط الدولة والنظام الجديد لولا تكاتف الشعب حول الامام اية الله الخميني (قدس سره) حيث دبروا خطة للقضاء على الحكومة في احدى الاجتماعات واستطاعوا ان يفجروا مقر الاجتماع الحكومي الكبير وراح ضحيته رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء واثنان وسبعون شخصية كبيرة في الحكومة وبعد هذا الحادث شكلت الحكومة قيادات امنية واحترازية واسعة لملاحقة المنظمة المذكورة وضيقت الخناق عليها فاضطر قادتها الى الهرب خارج ايران وذهبوا الى فرنسا عام 1981م.
وبعدها نقلت مقرها المشؤوم الى العراق لكي تتحالف مع الشيطان الطاغية صدام ضد الشعب العراقي والشعب الايراني المسلمين وتلقت دعماً كبيراً مادياً ولوجستياً وفتحت لها معسكرا في جنوب حديثة (طوز خورماتو) سمي فيما بعد بـ(معسكر أشرف) واسست قوة عسكرية اسمتها بـ(جيش تحرير ايران) وقد شاركت هذه المنظمة بالعمليات العسكرية ضد الشعب الايراني وقد اعتبر المراقبون السياسيون والناس الشرفاء في ايران ان هذه الخطوة تعتبر خيانة عظمى وبمثابة رصاصة الرحمة على منظمة مجاهدي خلق واصبح رصيدها صفرا في الشارع الايراني ثم تحولت هذه المنظمة الى اداة قذرة بيد المجرم صدام لكي يستعملها بضرب شعبه ومعارضيه حيث اصبح قائد هذه المنظمة مسعود رجوي خادما مطيعا لسيده الطاغية صدام العميل وقد شاركت افواج كبيرة من منظمة مجاهدي خلق في ضرب الشعب العراقي في الجنوب عام 1991م وسحقت اهالي (طوز خورماتو) بالدبابات فكانت العبد المطيع لسيدها الذليل صدام. ان الشعب العراقي يطالب الحكومة العراقية والشرفاء في جميع انحاء العالم ان يدينوا هذه المنظمة الارهابية ويقدموها الى المحاكم العراقية لما اقترفته من جرائم بحق الشعب العراقي المظلوم.
لقد قررت بريطانيا في عام 2001م اعتبار منظمة مجاهدي خلق منظمة ارهابية وكذلك الاتحاد الاوربي اصدر قراراً في عام 2002م باعتبار هذه المنظمة منظمة ارهابية واعتبر وجودها في اوربا غير قانوني.
اما في العراق فقد اصدر مجلس الحكم بياناً جاء فيه: بالنظر للتاريخ الارهابي الاسود لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية الارهابية وما قامت به من جرائم بحق شعبنا وجيراننا واستناداً الى قرارات مجلس الحكم السابقة المتعلقة بمحاربة المنظمات الارهابية قرر مجلس الحكم بالاجماع بجلسته الاعتيادية (65) المنعقدة بتاريخ 9/12/2003م ما يلي:
1- طرد عناصر منظمة مجاهدي خلق الارهابية من الاراضي العراقية وخلال فترة اقصاها نهاية العام الحالي.
2- غلق مقرات منظمة مجاهدي خلق الارهابية ومنعهم من ممارسة اي نشاط لحين مغادرتهم.
3- مصادرة اموال المنظمة واسلحتها وضمها الى صندوق تعويضات النظام الفاشي البائد.
4- للافراد والمؤسسات العراقية مقاضاة هذه المنظمة لجرائمها بحق الشعب العراقي ومطالبتها بالتعويض عن ذلك من اموالها داخل العراق وخارجه.
وهنا سؤال يطرح نفسه: ماذا تحقق من هذه الفقرات الاربع بعد مضي سبع سنوات على هذا القرار؟ الجواب: لا شيء، حقاً هذا امر مبهم ولا نعرف لماذا هذا السكوت ومن هي اليد الخفية وراء تعطيل مثل هكذا قرار يحفظ للشعب كرامته وياخذ بثاره من هؤلاء المرتزقة الماجورين للنظام البائد انهم فعلاً جزء من النظام الصدامي المجرم، فلماذا لا نأخذ بحق الشهداء والجرحى والدماء التي سالت على ايدي هؤلاء المارقين.
والدستور العراقي ايضاً قال كلمته باسم الشعب الذي صوت عليه بعد مخاض عسير، حيث جاء نص الموضوع كما يلي: (تلتزم الدولة بمحاربة الارهاب بجميع اشكاله وتعمل على حماية اراضيها من ان تكون مقراً او ممراً او ساحة لنشاطه).
وفي تصريح سابق للرئيس العراقي جلال الطالباني للصحفيين جاء فيه: (ان خمسة آلاف مجرم من مجاهدي خلق الارهابية قد انضموا الى قوات صدام في معركة كركوك).
وفي تصريح سابق لرئيس الوزراء نوري المالكي اكد وجوب طرد زمرة مجاهدي خلق من الاراضي العراقية لان وجودها يتنافى مع ما جاء في الدستور العراقي، هذا جزء من مخلفات النظام العفلقي البائد انها حقاً تركة ثقيلة، تركت آثاراً مادية ومعنوية اثرت على نفسية المواطن العراقي وان اول مطلب نطالب به الحكومة القادمة هو اخذ الثأر من المجرمين الذين ظلموا هذا الشعب المظلوم الذي اصبح حقلا لتجارب المجرمين والتكفيريين الظلمة، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.
محمد عبد الحسن السوداني