كان لخبر اصدار حكم القاء القبض على مسعود رجوي الهارب والمتواري حاليا وسائر روؤساء منظمة خلق وطلب اعادتهم الى العراق من قبل المحكمة الجنائية العامة في العراق الصدى الواسع في وسائل الاعلام الدولية والعربية وخاصة الاعلام العراقي.
اغلب ما عكسه الاعلام حول الخبر وضمن التأكيد على جرائم زمرة رجوي بحق الشعب العراقي علاوة على الشعب الايراني هو المطالبة بتسليم مسؤولي هذه الزمرة الى المسؤولين العراقيين لمحاكمتهم في المحاكم العراقية.
لقد صدر هذا الحكم من قبل الجهاز القضائي في العراق المستقل في عمله عن الحكومة ، الحكومة الجديدة القادمة وكيفما كانت (التي تعد منظمة خلق منظمة ارهابية بصورة قطعية ولاتقر لها بوجود في العراق) هي ملزمة بمتابعة ذلك دوليا.
زعيم منظمة خلق وفي تكتيك وقيح ومثلما هو عليه في جميع الطوائف وخاصة زمرة رجوي ابدا استعداده للمثول امام محكمة عادلة غير منحازة.
ان منظمة لم توافق ومنذ خمسة اشهر على طلب امهات واباء قد طعن بهم السن اللقاء بابنائهم فقط لا وبل قد اخذوا بتهديدهم والتهجم عليهم فكيف يمكن تصديقها بان تتقدم طوعا للمحاكمة؟ المنظمة لم ترد لحد الان بصورة منطقية على اشكالات المنفصلين عنها لا بل وقد راحت تهددهم وتتعهدهم بالاذى فكيف يمكن تصديقها بان تعرض المنظمة نفسها للمحاسبة؟ كيف يمكن تصديق منظمة بقيادة رجوي لم يلقى اعضائها واتباعها منها سوى الكذب والخداع ان تدخل في حوار منطقي؟ هل لديكم احدا قد سمع يوما خلال عمر هذه المنظمة ان اعترفت بخطأ ولديه نموذج من نقدها الذاتي.
في يوما ما سألنا احد مسؤولي القضاء العراقي انه وفي حال قد جئنا بمسعود رجوي الى المحكمة فما الذي يجب عمله حينها؟ اجبناه ان نوع الجزاء هو ليس مهما بالنسبة لنا ونحن لسنا بصدد الانتقام ، كشف الحقيقة هو المهم ، الا انه وفي مثل هذه الحالة فان مطلبنا هو تسليم قادة الزمرة بيد المنفصلين عنها واشراكهم في جلسات للعمليات الجارية يحضرها جميع اعضاء منظمة خلق وليكونوا في حرية تامة وليسأل رجوي حول ما يقارب 40 سنة التي يدعي بها قيادة منظمة خلق وليجيب على الاسئلة ، هذا كافي بالنسبة له ، رجوي يعلم تماما معنى جلسات العمليات الجارية رغم انه لم يجرب مثل هذا الشيء بل كان يؤكد عليها بصورة مستمرة لتطبق على الاعضاء فقط.
الأخبار الواصلة من داخل معسكر أشرف تفيد بان المنظمة وبهذا الخصوص تعقد الاجتماعات الداخلية بصورة مستمرة وتسعى لمحو تبعات ذلك من اذهان حتى كبار مسؤولي المنظمة. في وقت سحب الجيش الامريكي يده جانبا المنظمة في العراق وعن طرق اياديها وذيول النظام العراقي السابق تسعى لايجاد منفذ للهروب من هذا الطريق المسدود. لقد اختاروا هذه الفقرة واخذوا العمل عليها بكل قوة لعلهم وعن طريق الحقوقيين والمحامين الاجانب والعرب وبصرفهم اموالا طائلة (كما فعلوا ذلك في بريطانيا واوربا) يتمكنوا من ابطال هذا الحكم. انهم حتى اتخذوا تدابير اخرى كالاعتصام والاضراب في اوربا وامريكا وكذلك اقامة تجمعات امام سفارات العراق في دول مختلفة وطرحهم بان اصرار هذا الحكم قد جاء بطلب الحكومة الايرانية ، ان مثل هذه التدابير هي في تناقض مع استعدادهم للمثول امام محكمة غير منحازة.
الحقيقة هي ان كثرة الشكاوى المرفوعة من قبل ضحايا الاغتيالات في ايران وقمع الشعب العراقي ( خاصة الاكراد في الشمال والشيعة في الجنوب ) والمنفصلين عن زمرة رجوي ( حسب اعتقادنا ما ترتب من ظلم مضاعف بحق اعضاء المنظمة وعوائلهم ) مثل هذه الاضبارة الثقيلة قد شكلت لرجوي والمقربين منه في المحاكم العراقية والذي يمكن القول بجرأة ان المعدوم صدام حسين (الحاكم الوحيد المدافع عن رجوي) لم تشكل له اضبارة مثل هذه ، في الحقيقة ان اصدار الحكم المعني جاء نتيجة السعي الذي لا يمكن وصفه لضحايا هذه الزمرة التدميرية الجهنمية.