الرئيس الامريكي باراك اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلنتون اضافة الى عدد اخر من رؤوساء الدول الغربية ادانوا العمل الارهابي الاخير (التفجير في مدينة زاهدان الايرانية الذي تسبب في قتل وجرح عدد كبير من المواطنين الابرياء يوم الخميس المصادف 15 تموز 2010) الذي وقع بعد عدة ايام من اصدار المحكمة الجنائية في العراق حكما بتوقيف وتسليم 38 من قادة ومسؤولي زمرة خلق بضمنهم مسعود ومريم رجوي لارتكابهم جرائم ارهابية وضد الانسانية.
بعد مرور يومين على العمل الارهابي طلبت احدى المحاكم الفدرالية في امريكا من وزارة الخارجية اعادة النظر حول ادراج اسم منظمة خلق في قائمة الارهاب لهذه الوزارة وتلقت المحكمة موافقة وزيرة الخارجية بهذا الصدد. يبدو ان المسرحية التي عرضت في اوربا هي في حالة العرض حاليا في امريكا ايضا.
الحكومة الامريكية والدول الغربية هم السباقون في ادانة الارهاب الا انهم ولاسباب نراهم دائما يتملصون من ادانة الارهابيين ، اللطافة في الموضوع ان الدول الاوربية لم تعد تعتبر هذه المنظمة بمنظمة ارهابية رغم وجود الادلة الثبوتية الكثيرة على ذلك الا انهم لازالوا يرفضون قبول افرادها المزاحمين للشعب العراقي في بلدانهم ليس لايريدون هؤلاء الارهابيين في بلداهم فقط بل يريدونهم مجاورين لايران وحملا ثقيلا على عاتق الشعب العراقي.
الحكومة الامريكية تعد منظمة خلق على انها طائفة ارهابية وهي المسؤولة عن قتل الامريكان في ايران وقد اعدت نشيدا بهذا العمل. لكن يجب الدقة انه عندما يحاول احد ضحايا هذه الزمرة الهروب من معسكر أشرف ويلقى القبض عليه من قبل عناصر الزمرة ويضرب امام انظار العوائل ، يظهر الامريكيين الذين من المفروض قد غادروا المكان وتأخذ طائرتهم المروحية بالدوران فوق رؤوس العوائل وتوجه لهم التهديد ثم لم تسمح لاي احد بفتح تحقيق حول الموضوع.
يبدوا ان بعض الاجنحة والاوساط في امريكا والغرب بدأوا بلعبة خطرة ولم يأخذوا عبرة من التاريخ ، ان عاقبة ارهاب زمرة رجوي هو نفس عاقبة تنظيم القاعدة وبن لادن بالنسبة للغرب. وسيأتي يوما ليس ببعيدا سيقومون باعمال قتل في اوربا وامريكا ، بدأت منظمة خلق وبصورة خاصة في العراق العمل بانظمة امنية وجمعت عناصر النظام البائد وارسلت عناصرها ممن تلقى التدريب في نظام صدام حسين الى فرنسا والمانيا. احد المنفصلين في الخارج ينقل عن مهدي ابريشمجي ( من كبار مسؤولي منظمة خلق ) : " ان كان الغرب يتعامل معنا كارهابيين فاننا سنكون ارهابيين بكل معنى الكلمة في الغرب ". المسؤولين الامنيين في الدول الغربية الذين كانوا يصرون على ابقاء اسم منظمة خلق (عدا المصالح السياسية المؤقتة )في قوائم الارهاب كانوا يرون ان التهديد الامني لهذه الزمرة على الغرب هو اكثر خطرا مما هو على ايران.
يبدو ان دعم الامريكان لطائفة فالون غونع في الصين هو حسب هذه الفكرة وهي لان هذه الطائفة هي معارضة للحكومة الصينية لذا فيمكن ان تكون صديقة لامريكا ، هذا الدعم ادى الى ان تتمكن هذه الطائفة من كسب الكثير من الامريكان ذوي الاصول الصينية في امريكا وبدأت بارتكاب الجرائم المنظمة في امريكا وراحت مشاكل هذه الطائفة المدمرة البوذية في ظاهرها تهدد امريكا وليس الصين ولازالت امريكا تواجه هذه المشاكل.
منظمة خلق لم تعد تشكل معضلة للنظام الايراني ، بل انها تشكل ثقلا على عاهل الشعب العراقي بالدرجة الاولى وتمتد الى داخل الدول الغربية ايضا وحلولها تقع على عاتق الدول الغربية لانهم هم الذين فرضوها على العراق الذي لايطيق شعبه تحمل هذه المشكلة بعد نعم هناك بعض التيارات في الغرب يسعون وفقا لمصالحهم الانية بفرض المنظمة على الشعب العراقي ، نعم سيتضح وجه انتهاك حقوق الانسان لبعض الاوساط الغربية في " انتهاك حقوق الانسان لساكني أشرف " عند استخدامهم الارهابيين ممن غسلت ادمغتهم دون ثمن لتحقيق اهدافهم الخبيثة. ان لم تكن هناك امورا يتسترون عليها فلماذا لم تفتح ابواب المعسكر ليطلع الجميع على ما يدور في داخله وما الذي يجري على رؤوس ساكنيه.
في ظل هذه الظروف هناك ابرياء من الاعضاء المغرر بهم داخل الزمرة وكذلك عوائلهم المفجوعة هم ضحايا لتناقضات وصراعات في السياسية الغربية، ذلك القسم من الغرب الذين يخضعون لنفوذ الصهانية المعادين للجمهورية الاسلامية. الا ان العوائل تواجه مشكلة وهي انهم ومنذ اشهر على مقربة عدة مئات من الامتار عن ابنائهم الا انه ليس من المعلوم لماذا لم يسمح لهم اللقاء الحر بهم ، من الذي يقف مانعا؟ بالتأكيد هم قادة منظمة خلق الذين ينتابهم الخوف والهلع من اسم العوائل. اما من هو الذي يدعمهم لتكون ايديهم مبسوطة ويستمرون باعمالهم الشنيعة هذه؟ بالتأكيد بعض العناصر الداعية للحرب ذوي النظرة الضيقة في الادارة الامريكية واللوبي الصهيوني ، ولماذا يفعلون ذلك؟ لانه وحسب تصورهم ان عدو عدوهم صديقهم ويبدو انهم قد نسوا تجربة هتلر وبن لادن كما انه وحسب العادة فانه دون شأن الغربيين استخدامهم لمنديل صدام حسين البالي (منظمة خلق) الذي ثبت بانها عديمة الجدوى خلال السنوات الماضية.
ليس امام امريكا الا خيارا واحدا وهو يجب عليها ان تترك يد الحكومة العراقية مبسوطة في موضوع اخراج زمرة رجوي من العراق. لا يوجد في بلد من بلدان العالم ان يكون هناك معسكرا مستقلا لمنظمة ارهابية اجنبية في بلد ولا يحق لحكومة ذلك البلد التدخل في امورها. هذا الارث الذي تركه صدام حسين للشعب العراقي وفقا لوصية الغربيين والذي استمرت عليه القوات الامريكية بحسب شهادة تقرير مؤسسة (راند) واحتفظت بمقر أشرف على تلك الهيئة في العراق. ان كان ينتاب امريكا قلقا بخصوص حقوق الانسان فيمكنها نقل جميع هؤلاء الافراد الى اراضيها. حقيقة لماذا لم تمنح امريكا سمة الدخول ولو لاحد عناصر زمرة رجوي في الوقت الذي يجبر العراق بقبول هذه المنظمة وبهذا الشكل على اراضيه وطبعا خلافا مع المصالح الوطنية والامنية للبلد.
احد المسؤولين العراقيين قال لنا: انه وفي عهد صدام حسين وعند انتهاء الحرب مع ايران تقرر ان يجري الصليب الاحمر مقابلات مع اسرى الحرب الايرانيين ممن التحق بمنظمة خلق لمعرفة ما اذا كانوا يرغبون العودة الى بلادهم او البقاء في معسكرات المنظمة في العراق. انذاك اضطر كل من صدام حسين ورجوي بالخضوع لهذا القرار وتم لقاء الصليب مع الافراد خارج معسكرات المنظمة وبحضور ممثل السفارة الايرانية في بغداد ودون حضور مسؤولي المنظمة. في هذه المقابلات ورغم ما تعرض له الافراد من غسل الدماغ من قبل زمرة رجوي بانه ان من سيرجع الى ايران سوف يعدم الا انهم لم يرجعوا الى المعسكر بل عادوا الى احضان عوائلهم في ايران. الان كيف لا يمكن للصليب الاحمر والمفوضية العليا للاجيئين وحتى الجيش الامريكي رغم غياب صدام حسين ومعارضة الحكومة العراقية الحالية لتواجد منظمة خلق على اراضيها باجراء لقاء عائلي بسيط خارج معسكر أشرف؟
لم يحالف الحظ رجوي هذه المرة ، زمرته والعوائل على تناقض كالجن وبسم الله ، وجود احدهما ينفي الاخر ، مريم رجوي تقول ان الاسرة هي بؤرة الفساد والصواب ما عرّفته بان الاسرة هي العدو الرئيسي لزمرتها. والان وقفت هذه الاسر بدون اسلحة وتجهيزات وامكانيات امام بوابة قلعة الزمرة لتبطل سحرهم وتحرر الافراد من اسرهم وقيدهم. ما الذي سيفعله رجوي الذي لايعرف سبل اخرى غير القنابل والاسلحة وطبعا الكذب والخداع للوصول الى اهدافه امام ابطال مفعول سحر زمرته ومامدى تمكن اللوبي الصهيوني وتيارات دعاة الحرب الامريكان من الاحتفاظ بهذا الوضع؟ المستقبل سيكشف كل شئ.