وفق ما تناقتله وكالات الابناء هذه الايام ان الرئيس الامريكي اوباما قد اعلن عن نيته بسحب القسم الاعظم من القوات الامريكية من العراق حتى نهاية شهر ايلول من السنة الحالية ، ان خروج القوات الامريكية وحسب ما تناقتله تلك الوكالات والمحللين هو بسبب البرامج المعلنة في الوعود الانتخاباتية للرئيس الامريكي اوباما وهو يصر على تنفيذها وقد اتخذ قراره بذلك وسينفذه عاجلا.
من المؤكد ان هذا الخبر هو كابوس اخر يضاف الى الكوابيس التي تواجهها هذه الايام زمرة رجوي الغارقة في الازمات ليرعبهم ويسحب البساط من تحت اقدامهم.
يبدو ان لانهاية لهذه الكوابيس بسبب ما اتخذته هذه الزمرة من طريق وعر لها ولاتباعها والان وبعد ما حفت بها من ازمات التي ظهرت تأثيراتها على العلاقات الداخلية للزمرة وتعاملاتها مع خارج الزمرة لن يبق سبيل لها الا قبول تبعات ذلك.
اعتقدت الزمرة انه بتسليمها السلاح ووضع يدها بيد الشيطان الاكبر سوف تضمن مستقبلها ولم يخطر ببالها مطلقا ان القوى امثال امريكا او اوربا ينظرون دائما للطوائف على انها ادوات او شكلا من اوراق القمار ليس الا ولم يعطوها دورا اكبر من ذلك وهذا ما يدعو للتعجب، كيف يمكن لزمرة رجوي ان لم تنتبه لهذا الموضوع وهي التي تدعي انها على ذكاء.
منذ تسليمهم السلاح للقوات الامريكية بعد احتلال العراق وما قدموه من خدمات معلوماتية علنية للاجهزة الامنية المتعددة لتثبيت قدم لهم عند امريكا واوربا والنظام الصهيوني ( والذي اعتبروا ذلك قد تحقق ) الا انهم سرعان ما علموا ان الاوضاع هي ليست كما يعتقدون حيث انها لم تصب بصالحهم وان مجرى الحوادث من قبيل الملاحقات القانونية في العراق وفرنسا والسيل الهائل المتوالي مما كشفه الاعضاء المنفصلين عن المنظمة في دول متعددة في العالم والعمل الدبلوماسي الواسع ولقاءات هؤلاء الاعضائ مع شخصيات سياسية ودبلوماسية متعددة وحضورهم في برلمانات اوربية متعددة قد سلب الامان من يد زمرة رجوي ولم يعطها اية فرصة للتركيز والتنظيم.
من جهة اخرى هناك موضوع اخرى فائق الاهمية وسلب من يد زمرة رجوي مبادرة العمل والخلاقية والابداع ، وهو موضوع اعتراضات عوائل الاعضاء الاسرى في معسكر أشرف والذي يستمر لحد الان اعتصام هذه العوائل امام المعسكر. اعتراضات من اجل اللقاء بابنائهم خارج سيطرة ورقابة قادتهم ومسؤوليهم وخارج معسكر أشرف بصورة حرة للغاية ودون وسيط. لقد سلب هذا الموضوع حربة حقوق الانسان من يد زمرة رجوي والغى ورقتها.
زمرة رجوي لم تأخذ بالحسبان القدرة التي تجتمعت لدى العوائل لنيل حقوق ابنائهم منها ولم تعر لها اهمية حقيقة حتى ان اصطدمت بها والان ادركت هذه القدرة بصورة كاملة حيث تواجهها في كل ساعة من الليل والنهار ولم تستطع عمل شيء وليس بامكانها التراجع ايضا.
الامل الاخير الواهي لهذه الزمرة هو الحكومة العراقية الجديدة التي تعول عليها زمرة رجوي كثيرا وتأمل ان تتغير الحكومة الحالية عندها ستحل مشاكلها مرة واحدة، الا ان الموضوع لم يحل لحد الان ونتيجته ستكون مغايرة لتصور الزمرة ، من بين جميع الجهات الموجودة في العراق ليس هناك الا مجموعة واحدة تدعم زمرة رجوي ويلزم هذه المجموعة في تشكيلها للحكومة الائتلاف مع جهات اخرى ولسوء حظ الزمرة فان هذه الجهات لاتميل للزمرة بل هي على عداء معها.
عندما نجمع هذه الموضوعات ونضعها جنبا الى جنب تصبح سرابا تراه الزمرة كل يوم وتتحرك نحوه.