تتناقل اوساط دبلوماسية اوروبية في بروكسل بقلق ، تقارير وصفتها بانها "موثوقة " تشير الى تسارع في الخطوات الاميركية ، لتوسيع نطاق تسليح التنظيمات السنية في العراق ، وخاصة في اطراف العاصمة بغداد وفي احيائها. وقلق الاوساط الاوروبية مبعثه هو ان يؤدي هذا التسليح العشوائي والسريع للميليشيات السنية الى زيادة احتمالات اندلاع مواجهات مسلحة واسعة بين هذه المجموعات ، ومجموعات شيعية في بغداد.
وحسب هذه التقارير ، فان قرارا تم اتخاذه في الادارة الاميركية ، يقضي باستقطاب اكبر عدد ممكن من المجموعات السنية وتجميعها مع بعض لتشكل ميليشيات سنية ضاربة ،مجهزة باسلحة مناسبة ولتكون بمثابة "الجيش الثاني" في العاصمة بغداد ومدن عراقية اخرى، الى جانب وجود الجيش العراقي ،وسيكون بامكان الجيش الثاني حسب التصور الاميركي، فرض الامن والاستقرار في المدن والمناطق التي يتواجد فيها ، وتشجيع مجموعات كبيرة منها للاستقرار في العاصمة بغداد وخاصة في احياء الكرخ ، لتكون عامل موازنة مع النفود الشيعي والميليشيات الشيعية في العاصمة بغداد – حسب ما جاء في هذه التقارير – تنهي فرضية " بغداد الشيعية " وتحسمها بنسبة 50 % 50 % ، او بنسبة 60 % للشيعة ، و40% تقع تحت سيطرة الميليشيات السنية.!!
وتقول مصادر اوروبية ان هذه الفكرة هي في الاصل مقترح سعودي اردني مشترك ، وجرى مناقشته مع ضباط من المخابرات المركزية الاميركية في عمان منذ سنة تقريبا ،لتمريرها في تقارير ومقترحات للادارة الاميركية ، من اجل ضمان وجود سيطرة سنية في بغداد من خلال وجود قوة مسلحة سنية يعتد بها في العاصمة ، تطمئن من خلالها السعودية والاردن ودول اخرى ، بان بغداد لن تكون بغداد " شيعية " تحكمها حكومة شيعية وجيش وشرطة اغلب عناصرها من الشيعة!
وتشير هذه المصادر الاوروبية ، الى ان معظم هذه التنظيمات السنية هي بالاساس تنظيمات بعثية ، وان كان فيها تيار سني اصولي ذا تاثير محدود، ولذا سيكون بمقدور المسؤولين في الحكومة وخاصة الائتلاف تمييزها بمرور الوقت من خلال تاريخ الشخصيات التي تقود هذه المجموعات وهذه التنظيمات المسلحة، لان معظمهم كانوا ضباطا في الحرس الجمهوري او ضباطا في جهاز المخابرات في نظام صدام البائد.
وتذهب هذه المصادر الاوروبية الى الاعتقاد ان بغداد ستشهد حتى نهاية هذا العام وحلول العام المقبل تشكل ملامح الجيش الثاني هذا ،الذي سيكون متعاونا ، كما يفترض، مع القوات الاميركية وسيكون مسيطرا عليه من خلال لجان تنسيق عسكرية مشتركة بين الجانبين في الاحياء البغدادية.
ولكن هذا التعاون سوف لايعني انتهاء المتاعب ، بل هناك مخاوف اوروبية حقيقية من ان العمل على اضفاء الشرعية على التنظيمات السنية وتسليحها في العاصمة بغداد وفي اطرافها ،سيؤدي الى ردود فعل لدى الشيعة لانهم لن يسمجوا ليجدوا قوة سنية متنامية تشكل لهم تهديدا وتذكرهم بحقبة البعث وسيطرته الصارمة عليهم ،كما سيكون لاحياء قوة سنية ضاربة في العاصمة لاتخضع لسيطرة الدولة ، ذريعة قوية للشيعة للبحث عن اطراف ودول داعمة لهم ، وربما هذا الامر سيزيد احتمال قبول فكرة التعاون مع ايران عند البعض من الشيعة ممن لم يذهب بعيدا في التعاون العسكري والمالي مع ايران ، وهم قطاع كبير منهم كما تقول هذه المصادر