عندما إندلعت الانتفاضة الشعبانية عام (1991) وامتد لهيبها لأكثر المحافظات العراقية، زجّ النظام البائد بمجاميع من عناصر ما يسمى بـ(منظمة مجاهدي خلق) الايرانية (المعارضة) ضمن قطاعاته العسكرية التي إشتركت في قمع الانتفاضة بمنتهى الوحشية في المحافظات الوسطى والجنوبية في البلاد.
تلك المنظمة حملت صيتاً سيئاً، وعلقت في أذهان العراقيين بانها منظمة إرهابية دعمت حكم صدام بكل ما أوتيت من قوة واشتركت بأغلب الفعاليات (القمعية) التي كان صدام يواجه بها الشعب.
وبعد التغيير خرجت العشرات من التظاهرات الشعبية في مناطق عراقية كثيرة بضمنها ديالى تندد بالسماح ببقاء هذه المنظمة الارهابية على الاراضي العراقية وصدرت دعوات لاخراجها من العراق وإعادة اراضي (معسكر أشرف) الذي تتواجد فوقه الى السيادة العراقية. وقد آزرت تلك الدعوات مشاريع تشريعات برلمانية صدرت خلال عهد البرلمان السابق تقضي بتفعيل قرارات لاخراج تلك الزمرة من العراق باسرع وقت، نظراً للدور القذر الذي تلعبه في مساندة زمر تنظيم القاعدة الارهابي في ديالى وتوفير الملاذات الامنة له ومده بما يحتاجه بفعل التنسيق بين عناصرها وعناصر تنظيم القاعدة.
بالامس، تجددت التظاهرات العراقية الحاشدة في ديالى ومناطق عراقية أخرى تجدد مطالباتها بالاسراع في اخراج هذه المنظمة من العراق حالها كحال منظمة (حزب العمال التركي) لكون العراق ليس بحاجة لملفات توتر مع دول الجوار، فضلا عن الممارسات المساندة للارهاب التي يقوم بها عناصر تلك المنظمة في ديالى.
وعلى مبعدة أمتار قليلة من أرض معسكر أشرف في ديالى الذي يعتبر المكان الرئيس لتواجد (مجاهدي خلق) إعتصمت العشرات من العوائل الإيرانية التي تطالب بإطلاق سراح أبنائها المحتجزين داخل المعسكر منذ أكثر من عقدين ونصف بإيعاز من قيادات هذه المنظمة. ورغم رداءة الطقس وهطول الامطارإلا أن الكثير من العراقيين والعديد من منظمات المجتمع المدني العراقية إنضمت الى اولئك المعتصمين (الايرانيين) مطالبين الحكومة العراقية بالعمل على اغلاق المعسكر الذي تسيطر عليه هذه الجماعة المصنفة (عراقيا ودوليا) بالارهابية واطلاق سراح الكثير من المحتجزين فيه.
وبإزاء هذه التظاهرة الحاشدة تعاملت قيادات المعسكر ومتنفذوه بفضاضة ووقاحة مع المعتصمين (الايرانيين) والمتضامنين معهم من (العراقيين) وتهجموا عليهم بالضرب والشتم، الامر الذي اثار كبير قلق وخيفة لدى (العوائل الايرانية) ممن لديهم ابناء داخل المعسكر بشأن مصير أبنائهم المحتجزين داخل المعسكر.
ولنتذكر ان الحكومة العراقية عندما أدخلت مجموعة من افراد الجيش والشرطة الى داخل المعسكر العام الفائت اعتدى عليهم عناصر (خلق) بالضرب بالمدى والسكاكين وجرحوا عدداً من افراد الشرطة، غير ان عدداً من الشباب الايرانيين المحتجزين استثمروا الفرصة وتمكنوا من الفرار من المعسكر واوضحوا انهم كانوا محتجزين لاعوام مديدة داخل المعسكر بالقوة ولا يسمح لهم باجراء اي اتصال مع ذويهم ولا مع اي ممثل دولي يدخل الى ارض المعسكر.
ولنعد الى جوار معسكر أشرف حيث ترابط العوائل الايرانية المعتصمة والمتضامنين معهم من العراقيين فإن شهود عيان من داخل المعسكر اكدوا أن المتواجدين في المعسكر يعانون اشد المعاناة جراء حرمانهم من ابسط الحقوق الانسانية كحق التواصل مع أسرهم ، وكذلك حق الزواج وحرية التنقل.
التظاهرة الحاشدة عند بوابة معسكر أشرف طالبت كذلك الحكومة العراقية بوضع اليات لاخراج افراد هذه المنظمة نهائيا من العراق، والسماح للكثير من افرادها المحتجزين عنوة بفعل ثلة من قياداته بالعودة الى بلادهم او الى بلد ثالث.
على اية حال، منظمة (خلق) الارهابية بصيتها السيء عند العراقيين تعد اكثر الزمر المرفوضة في البلاد بعد عناصر تنظيم القاعدة، كما أن العديد من افرادها صدرت بحقهم مذكرات إلقاء قبض لمساندتهم لإرهابيي تنظيم القاعدة والتعاون معهم، فهل سيحسم ملفهم نهائياً في عهد الحكومة الجديدة سيما ان عناصرها ليسوا بلاجئين، كما انهم غير منزوعي السلاح حتى الان؟.
سعد صاحب الوائلي